الثلاثاء، 1 يوليو 2014

فستانى الأزرق






جلست والخوف بعينيها تتأمل فستانى الأزرق ..
" الله  إيه الجمال دا .. "
أخذت تتأمل وتسأل وتضحك وتحكى كعادة أى بنت مصرية عريقة قابلت صديقتها الأنتيم فى فرح صديقتهما الثالثة الأنتيم ..
وكأن تعريف أنتيم أصبح سطحياً لهذا الحد .

تكون الحياة باهتة صامتة لا معنى لها , حتى يأتى حدث ما يُخرجك من صومعتك وينسيك روتينك اليومى ويبث فيك طاقة غير عادية من الحماس والرغبة الشديدة فى مقابلة كل من حذفتهم من ذاكرتك كنوع من التأكيد أن قرارك بالإنفصال عنهم كان أصوب ما يكون !

أخذت أسمعها وهى تحكى وتصطنع الفكاهة لعلى أنسى .. أنسى وأرد بابتسامة تفصح لها عن موافقتى للرغى ..
لا ولم ولن يحدث .. قطعاً وبتاتاً .. هكذا كانت نظراتى لها وهكذا كنت معها ومع غيرها ..
اعتزلتهم منذ فترة طويلة , ولن أتنازل عن هذا القرار لمجرد أنى رأيتهم مرة أخرى , لن أتنازل عن راحة وسكون تتلخص فى جملة : " أن تبقى بعيداً عنهم  "

" المدونة بتاعتك حلوة أوى , أنتى يا بنتى بتكتبى من امتى ! "
" من سنتين  .. "
لم يعطى كلامي أى معنى من معاني الرد على سؤالٍ ما فقط , بل كان أقسى من ذلك بكثير !
....

جلست والخوف بعينيها تتأمل فستانى الأزرق  ... بحماس لاإردي تحتضنى وتوزع القبلات هنا وهناك ..
" عاش من شااافك وحشتيينى أوى "

تكون الحياة ساكنة هادئة حتى تأتيك مناسبة تعطي لك الفرصة أن ترى أناساً فى هيئة ذكريات , ترى المواقف على وجوههم , ترى أوقاتك معهم وكأنها حاضرة متمثلة .. تشم فى كلامهم رائحة أماكن ومواقف بأفراحها وأوجاعها , ومابالك إن كانت هذه " بأفراحها " ليست موجودة فى ذاكرتك !
ذكريات تبقى فقط لكى تؤلمك , وتؤكد لك أنك مازلت لا تتمتع بهذه القوة الكافية لكى تنساها !

بدأت تحكى لى عما حدث لها فى الفترة الأخيرة , فى محاولة سخيفة وباهتة لكى أبدأ أنا الأخرى فى قص حكايتى..
"لماذا تصبح الناس فجأة ساذجة لدرجة تُثير الإشمئزاز وكأن ما فعلوه معك يمكن أن يُنسى ! "

اقتربت الأخريات , أقتربن بحرص شديد حتى يروا كيف أصبحت , حتى يشبعوا ذلك المسمى ب " الفضول " .. ألا لعنة الله على الفضول !

....
جلست والخوف بعينيها تتأمل فستانى الأزرق ..
" كنت هزعل أوى لو مجتيييش ! "

تكون الحياة سعيدة ومبهجة وعادية بالمعنى الإيجابى حتى يحدث موقفاً محدداً يجعلك تفقد الثقة فيك وفيمن حولك وفيمن يراك وفى كل شىء وتأخذ قرار واحد فقط .. أن تبتعد .. ويا حبذا أن تبتعد دون رجعة وتنفصل إلى عالمك ..

" أنا لازم أمشى بقا .. أشوفكوا على خير .. سلام "
تجاهلت كل محاولات ال " لا لسه بدرى "  " مشبعناش منك"  " متقعدى حبة "     " بدرى كده؟!!! "  " طب .... "
وكأننى لم أسمع أصلاً ..

اتجهت إلى باب القاعة أتأمل فستانى الأسود ..
أزرق أو غيره .. لا يهم إن تساوت كل الألوان عندي بالأسود
وتساوت الحياة أيضاً بهذا اللون .. حين أسقطتنى تلك السيارة الزرقاء أرضاً منذ عامين وتسببت فى فقدانى لبصرى , وحين سقطوا جميعهم من حياتى حينما أنسحبوا .. و تركونى أعاني وحدي  !

ربما صرت أقوى .. ربما
نجحت أكثر .. علىّ أن أعترف
تعلمت .. بالتأكيد
فثمة الام تمر عليك فى حياتك وتكون كدواء مرّ ..مرارته تتساوى بقدر إفادته ..






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق